تقرير حول الانتهاكات الواقعة على الإعلام التونسي خلال شهر أوت 2013

الخميس، 5 سبتمبر 2013

1/مـــــقــــــدمــــــة:
سجّلت وحدة رصد وتوثيق الانتهاكات بمركز تونس لحريّة الصحافة خلال شهر أوت31 اعتداء على العاملين في المجال الإعلامي تضرّر منه 51 شخصا.وقد مسّ الانتهاك 14 إمرأة و37 رجلا يشتغلون في 08 تلفزات( التلفزة التونسيّة، والحوار التونسي، وحنبعل، والمتوسط، والزيتونة، وشبكة تونس الإخباريّة، والجزيرة القطريّة، والعهد العراقيّة) و11 إذاعة (إذعة قفصة، وإذاعة تاطوين، والإذاعة الثقافيّة، والإذاعة الشباب، وصبرة أف أم، وشمس أف أم، وأكسيجين أف أم، وموزاييك أف أم، ومهدية أف أم، وجوهرة أف أم، وأوكسيجين أف أم) و 05 صحف (الصحافة، والتونسيّة، و30 دقيقة، والطريق الجديد، وأخر خبر ) و 04 مواقع إليكترونيّة (إسطرلاب تي في، وتونس الرقميّة، ونواة، وتانيت براس) ووكالة أنباء وحيدة (وكالة تونس لإفريقيا للأنباء). كما مسّ الانتهاك مدوّنين اثنين.
1
2
وقد عرف هذا الشهر حصول 07 حالات مضايقة، و06 حالات عنف جسدي، و 04 حالات اعتداء لفظي، و03 حالات منع من العمل ، و03 عمليات اقتحام مقار مؤسسات إعلاميّة ، وحالة حجز حريّة، وحالة تحقيق أمني، وحالة حجب معلومة، وحالة إيقاف أمني، وحالة تعيين فوقي على رٍأس إذاعات عموميّة، وحالة تهديد بالقتل، وحالة حبس.
3


وقد تصدّر أنصار الحكم قائمة المعتدين على الإعلاميين ب10 حالات اعتداء ، ويتلوهم الأمنيون ب06 حالات وأنصار المعارضة ب04 حالات.

4


وقد تركزت الإعتداءات بالعاصمة تونس ب16 حالة تتلوها سوسة ب04 حالات ، والحمامات وتاطوين والقيروان وقابس بحالتين إثنتين لكل واحدة ، وحالة واحدة في كل من سيدي بوزيد و قفصة والكاف.

5


وقد عرف شهر أوت ثاني حكم بحبس إعلامي بعد الثورة التونسيّة، فبعد سجن نصر الدين بن سعيدة في 16 فيفري 2012 بعد نشر صحيفته "التونسيّة" على صفحتها الأولى صورة للاعب كرة قدم وصديقته ب"اعتبارها مخلة بالآداب"، تمّ يوم 18 أوت اعتقال مراد المحرزي مصوّر تلفزيون "أسطرلاب تي في" الذي يبثّ على الواب مباشرة بعد تصويره لحادثة رمي وزير الثقافة التونسي ببيضة. وقد أمرت النيابة العموميّة يوم 23 من الشهر نفسه بإصدار بطاقة إيداع بالسجن في حقّ المحرزي بتهم خطيرة قد تعرّضه للسجن ل 05 سنوات. ويُمثّل هذه الاعتداء تطّورا خطيرا في وضع حريّة الصحافة في تونس استعملت فيه نفس أساليب النظام المخلوع في تلفيق القضايا وفي اعتماد المجلّة الجزائيّة في تجريم الفعل الصحفي.

كما عرف هذا الشهر تعيينات مسقطة وفوقيّة على رأس عدد من الإذاعات العموميّة أعتبرها أغلب المتابعين للشأن الإعلامي في تونس سياسيّة ومشبوهة وتستهدف تقويض الخط التحريري لمؤسّسة الإذاعة التونسيّة لتطويعه في خدمة الحكومة.ورغم أنّ طرح موضوع التعيينات يعود إلى أوائل السنة الماضية وتدعّم بتشكيل هيئة السمعي البصري فإنّ تعاطي مؤسسة الإذاعة ورئاسة الحكومة معه مازال دون المأمول ويُغذي المخاوف من محاولات تطويع المرفق العمومي والنأي به عن الإستقلاليّة والحياديّة.
وقد عادت مع شهر أوت ظاهرة استهداف المؤسسات الإعلاميّة كخطوة متقدمة في استهداف حريّة الإعلام، حيث تمّ ليلا اقتحام مقرّي جريدتي "الطريق الجديد" و " 30 دقيقة" في فعل يكشف تضايق من محتوى خطيهما التحريري أو من بعض المحتويات الصحفيّةّ.كما كشف الاقتحام الأمني لمقر قناة الحوار التونسي ضربا مفضوحا لحرمة المؤسسات الإعلاميّة واستغلال أتفه الأسباب لدخولها رغم انعدام الصفة، مّما يجعل وزارة الداخليّة أمام مسؤوليّة حماية عديد المؤسسات المستهدفة نظرا للخسائر المفترضة التي قد تحصل عند سرقتها أو حرقها. 
وإن امتداد الاعتداءات على الإعلاميين إلى تسع ولايات يبعث برسائل إضافيّة على مدى التجرؤ على الإعلاميين واستهدافهم في ظلّ غياب الصرامة في تطبيق القوانين على الجناة، و تصاعد الحملات على الصحافيين واتساعها وتحميلهم الشحن السياسي القائم.

إنّه رغم انخفاض عدد المستهدفين من الإعلاميين مقارنة بشهر جويلية فإن عدد الصحافيات اللاتي تعرضن إلى اعتداءات بقي على ما هو عليه، ممّا يطرح مجددا مسألة مضاعفة الحماية للإعلاميات إنطلاقا من مقاربات جندريّة تكون فيه حملات التوعية داخل قطاعات المجتمع، عبر وسائل شتى بما فيها وسائل الإعلام، قلب رحاها.

2/الإنـــــتـــــــهــــــاكـــــــات:

*01/08/2013 :
تدخل سياسي فج في عمل التلفزة التونسيّة:
عبرت السّيدة محرزيّة العبيدي نائبة رئيس المجلس التأسيسي اليوم لطاقم من التلفزيون الوطني التونسي عن عدم رضاها عن تغطية التلفزة الوطنية لنشاط النّوّاب غير المنسحبين معتبرة إيّاها "انقلابية وتخصّص وقتا أكبر للمعارضة" حسب قولها، وطالبته بتصوير كامل الجلسة الاستشارية التي عقدها النواب رغم أن الفريق الصحفي قد أكمل جمع المادة التي يحتاجها لإعداد تقريره الإخباري. 
وقد تدخّلت العبيدي حتّى في طريقة استعمال الفريق الصحفي لمصدحه، بل وصلت حدّ مخاطبته بنبرة مهدّدة " تحملوا مسؤوليتكم لأنّنا سنقوم بمراجعة ميزانية التلفزة". وقد ساندت النائبة بالمجلس التأسيسي عن حزب "حركة النهضة" يمينة الزغلامي زميلتها العبيدي في التهجم على الفريق التلفزي مهدّدة بعرض ملفات التلفزة على المجلس التاسيسي وقائلة "سوف نهتمّ بكم الآن".

- إعتداء على إعلاميين بسوسة:
أكّدت الصحفية براديو "جوهرة اف ام" الخاص إيمان فجاري أنّ "أحد مؤيدي حركة النهضة" توجه لها بتهديد مباشر أمام رجال الامن خلال تغطيتها لاعتصام الرحيل والمسيرة المؤيدة للشرعية بمدينة سوسة. وقالت أنّ المتظاهر المقصود خاطبها قائلا "سأشوه لك وجهك بهذا الكأس" المهشم الذي كان يحمله بيده. وأكدت فجاري أن " رجال الامن قاموا بحماية الصحفيين ودعوهم الي تجنب الاستفزازات من طرف المتظاهرين دون التدخل لإيقاف المتظاهر". 
كما اكد مراسل راديو "اكسبراس اف ام" الخاصّ انيس الكنايني أنّ متظاهرين مؤيدين للشرعية تولّوا سبّه ومسكه من صدريته الصحفيّة مّما أجبر زملائه الصحافيين على التدخّل لنجدته .
في حين أكد الصحفي بقناة "شبكة تونس الإخباريّة" الخاصّة ماهر جيعدان "تدخل المشاركين في اعتصام الرحيل في تحديد مجال عمله وزميله المصوّر مهدي العزعوزي و وطريقة تغطيتهما للتحرك". 
وقد طالت إعتداءات مساندين للشرعيّة عددا آخر من الإعلاميين الآتي ذكرهم :
- هاجر النوالي من راديو "جوهرة أف أم"
-صالح السويسي مراسل راديو "شمس اف ام"
- بشير حسني مراسل راديو "مهديّة اف ام" 
- الصحبي فرج وجمال حمودة من قناة "الحوار التونسي"

-إقتحام مقرّ جريدة "30 دقيقة:
أكدت نجوى الهمامي رئيسة تحرير جريدة "30 دقيقة" الأسبوعيّة الخاصّة انّ مجهولين إقتحموا مقرّ الجريدة في الليلة الفاصلة بين الخميس 01 والجمعة 02 أوت وبعثروا محتوياته مرجعة ذلك إلى "الدعوات التي تمّ تداولها على صفحات التواصل الاجتماعي باستهداف مقرات وسائل الاعلام التي لا تساند الشرعية".
واستبعد الصحافي بالجريدة سمير النفزي استهداف المقرّ قصد السرقة ملاحظا أنّه تمّت "بعثرة كل محتويات المقرّ من معدات وأوراق دون ان يتم ملاحظة اي نقص في التجهيزات من قبل أسرة الجريدة، كما تمّ اتلاف صورة الشهيد محمد البراهمي ووضع القمامة عليها".
وقد تمّ فتح تحقيق أمني في الغرض للبحث في ملابسات الاعتداء .

- إعتداء على طاقم للتلفزيون التونسي بباردو:
تعرّض طاقم صحفي من التلفزيون التونسي إلى الطرد أثناء تغطيته لاعتصام مساند للشرعية بباردو.وقد رفع مناصرون للحكومة شعارات ضد التلفزيون العمومي ووصفوا العاملين فيه ب"المرتزقة وخدمة الإنقلاب"، ولولا تدخّل قوات الأمن التي حمته وأمنت له الخروج لحصل ما هو أخطر.
*02/08/2013:
محاولة تحويل وجهة صحافيّة:
تعرضت شهرزاد عكاشة رئيسة تحرير موقع "تانيت برس" الى محاولة تحويل وجهة ظهر يوم الجمعة 02 أوت من قبل سائق سيارة اجرة وذلك على خلفية المقالات التي تنشر في الموقع. وقد سارع سائق لسيارة أجرة كانت إستقلتها بإغلاق الاقفال الاوتوماتيكية بمجرّد ركوبها، واصفا الموقع الذي تديره ب"ماخور برس" مهدّدا إياه بأنّ سبعة أشخاص ينتظرونها لأغتصاتبها وضربها.
وحين طلبت عكاشة من السائق إنزالها قام بالتحرشّ بها جنسيّا، ولكنها عند وصولها الى شارع الحبيب بورقيبة ضربت باب سيارة الأجرة بساقيها وصاحت لتجلب انتباه المارة فأوقف السائق السيارة ونزل وجذبها من شعرها وافتك المال منها مهددا اياها. وقد قدمت عكاشة شكوى ضده بعد ان سجلت رقم سيارة الاجرة.

*03/08/2013:
تهديد بقتل الصحافي زياد الهاني:
تلقّى الصحفي بجريدة "الصّحافة" المملوكة للدولة زياد الهاني تهديدا بالقتل عبر رسالة مكتوبة جاء فيها "رسالة إلى زياد ضع حدّا للتحريض دون ذلك تأهّب للقتل". وتمّ تركيب الرسالة التي وجهت من قبل مجهول من جذاذات جريدة. وقد عثر على الرسالة داخل بيت الهاني بتونس العاصمة معلقة على سيارته الخاصة الواقفة بمأوى السيارات الخاص ببيته. ونفى الهاني أي خلع لباب البيت مرجحا دخول المجهول عبر سور البيت. وأعاد الهاني الحادث إلى "تدخله في ليلة سابقة على قناة "حنبعل" الذي دعى فيه الحكومة إلى الرّحيل ورئيس الحكومة علي العريّض إلى التنحي والحفاظ على ماء الوجه. وقامت الشرطة برفع البصمات كما أذنت النيابة العمومية بفتح تحقيق في الغرض وأحالت الملف إلى فرقة مكافحة الإرهاب.
- تهديد لمراسل الجزيرة القطريّة في تونس:
تلقى حافظ مريبح مراسل قناة "الجزيرة" القطريّة في تونس تهديدا من القيادي من حزب " نداء تونس" محسن مرزوق خلال تغطيته لاجتماع "جبهة الانقاذ الوطني". وأكّد مريبح ان نقاشا احتد بين صحفي "رويترز" طارق عمارة ومرزوق احتجاجا على عدم تمكين الصحافيين من تصريحات وانه عند تدخله في النقاش، قال له مرزوق حرفيا وبنبرة تهديدية "صبرنا عليكم إلى حدّ الآن وسنعاملكم مثلما عاملوكم في مصر" وذلك بعد ان رأى شارة قناة "الجزيرة" في المصدح الذي يحمله الصحفي المذكور.وقد تأكدت الوحدة من صحّة ما تمّ ذكره من مصدر مستقلّ.
*04/08/2013:
الإعتداء على طاقم لتلفزيون "شبكة تونس الإخبارية":
تعرض الفريق التلفزي لـ"شبكة تونس الإخبارية" الخاصة المتكون من الصحفي ياسين الفوغالي والمصور رامي الجمل إلى التعنيف بساحة "اعتصام الرحيل" بباردو. وكان "بعض الشباب المعتصم تهجموا عليه وقاموا بضربه وتعنيفه وسبّه وشتمه رفقة مصور القناة وحاولوا منعهما من العمل و إفتكاك آلة تصويرهما".
وصرّح الفوغالي أنّ بعض المحتجين قد نعتوه وزميله " بإعلام الحكومة" واتهمومهما بـ"محاولة تشويه الاعتصام وخدمة أجندا خصوم المعتصمين السياسيين.

*05/08/2013 :
الإعتداء على المدونة ريم الثابتي:
تعرضت المدونة "ريم ثابتي" لاعتداء لفظي من طرف أحد منخرطي حزب "حركة النهضة" أثناء مرورها بوسط مدينة قابس ليلا حيث اعترض طريقها على متن دراجة نارية ونعتنها بأبشع النعوت واتهمها بالكفر والإلحاد، ثم تعمد البصق باتجاهها على خلفيّة نصوص تنشرها على مدونتها تتعرض فيها للشأن العام.
وقد حُرّر محضر المعتدي لدى مركز الاستمرار بمنطقة الأمن بقابس الذي أكّد ريسه أنّ دورية للشرطة لم تتمكن من العثور عليه لسماع أقواله. وأكدت الثابتي أنّها مصرّة على تتبع الجاني قضائيا.

* 06/08/2013 :
إيقاف لصحفي من قناة "المتوسط":
اعتدت مجموعة من رجال الأمن بالضرب والسبّ على مصور قناة "المتوسط" الخاصة الطاهر مطير داخل منطقة الأمن بباب بحر بسوسة بعد أن عمدوا إلى إيقافه لـ"اشتباه الأمنيين في تصويره لهم خلال فضهم لإشكال أمام المنطقة".و قد تم تفتش المصور وإطلاق سراحه بعد التأكد من عدم حيازته لآلة تصوير او معدات عمل.
وارجع مطير سبب الإيقاف لمعرفة رجال الأمن الجيدة به كمصور صحفي دأب على تغطية كل التظاهرات بالمنطقة "، وأكّد أنّه سيعمل على متابعة رجال الأمن قضائيا.

*09/08/2013 :
اقتحام مقر جريدة الطريق الجديد":
تعرض مقرّ جريدة "الطريق الجديد" الحزبية إلى الخلع والسرقة في الليلة الفاصلة المنقضي في ساعات متأخرة من يوم الجمعة من قبل مجهولين. وتمّت سرقة 4 أجهزة كمبيوتر من المقرّ. وأكد رئيس تحرير الجريدة منير الشرفي أنه "تم خلع المقرّ وسرقة الحواسيب التي تحتوي على قاعدة بيانات الجريدة وأرشيفها والوثائق الخاصّة بها".
ولفت رئيس تحرير جريدة "الطريق الجديد" التابعة لحزب المسار الديمقراطي إلى أن "الحادثة من المستبعد أن تكون بقصد السرقة". مؤكّدا أنّ "الهدف من السرقة هو محتوى الحواسيب" مشيرا أن "محتوى خط التحرير التقدمي والديمقراطي قد لا يروق لبعض الأطراف مما يدفعها لاقتحام المقر في محاولة لضرب الجريدة". وأكد الشرفي انه "لا يوجه إصبع الاتهام إلي أي طرف بانتظار ما ستسفر عنه الأبحاث الأمنية".
وكانت فرقة من الشرطة العدلية قد توجهت إلى مقرّ الجريدة بتونس العاصمة والذي كان مخلوعا تماما وقامت برفع البصمات ومعاينة المكان بانتظار ما ستسفر عنه التحريات.

*11/08/2013 :
الاعتداء على عبد الحميد حمدي:
تعرض مراسل إذاعة "موزاييك أف أم" الخاصة و"إذاعة المنستير" العمومية وموقع "الصباح نيوز" عبد الحميد حمدي إلى الاعتداء اللفظي بالشتم والكلام البذيء من قبل أحد أنصار حزب "حركة النهضة "أمام مقهى البريد بتاجروين من ولاية الكاف. وقال حمدي أنه "خلال تواجده بمقهى البريد رفقة مجموعة من الأصدقاء دعاه أحد انصار "النهضة" للحديث وفور التحاقه به علا صوته بالكلمات البذيئة والشتم". وشدد حمدي "على تفاديه الرّد على المعتدي تفاديا للتصعيد". ويأتي هذا الاعتداء حسب حمدي على خلفية "عدم رضا الحزب الحاكم على التغطية الإعلامية وزخمها بولاية الكاف". وأوضح أنه "رغم المصداقية التي يتعامل بها في نقل الخبر إلا أن المضايقات له تتواصل من قبل أنصار الحزب الحاكم "،حيث سبق وأن أعلم الوالي الصحفي عن طريق المعتمد الاوّل بالمنطقة عن عدم رضاه عن تغطيته الإعلامية بكل من "موزاييك أف أم" و"الصباح نيوز".
وقد رفع حمدي قضيّة في الصدد مصرّا على تتبع الجاني.

-إحتجاز المدوّن فراس الناصفي:
تعرض المدوّن فراس الناصفي إلى التهديد بالقتل ومحاولة الاعتداء بواسطة مطرقة من قبل احد المواطنين بشط السلام في ولاية قابس، حين كان المدون يصور منزل المعتدي الذي كان محاطا بسور أغلق الطريق على المتساكنين. وقد تهجّم المعتدي على الناصفي وافتك آلة تصويره بمساعدة مجموعة من الشبان، وحجزه لمدة 45 دقيقة، ثم ارجع له آلة التصوير قائلا" إذا عدت إلى هنا سوف أذبحك".
*14/08/2013 :
منع طاقم لقناة "حنبعل" من إتمام تغطية احتجاج أمام السفارة المصرية بتونس:
تم التضييق على فريق عمل قناة "حنبعل" الخاصة خلال تغطيته للوقفة الاحتجاجية التي نظّمها أنصار حزب "حركة النهضة "أمام مقرّ السفارة المصرية تنديدا بملابسات فضّ اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة بمصر. وقد تم شتم الصحفية بالقناة أنيسة الحجري رفقة المصور الصحفي حسن البقلوطي فور التفطن لحضورهما أمام السفارة من قبل أحد المتظاهرين، وتعالت الأصوات ناعتة القناة بالعمالة وتزييف الحقائق. وأجبر الفريق العامل المرتدي للصدريات والحامل لشارة القناة على المصدح على مغادرة المكان وعدم إتمام عمله وتحت حراسة أمنيّة.
*16/08/2013:
- اعتداء على طواقم إعلاميّة أثناء تغطية وقفة احتجاجية بالعاصمة:
تعرض الطاقم الصحفي بقناة "الوطنية الأولى"التونسيّة العمومية والمتكون من الصحفية نجوى باشا والمصور الصحفي محمد أنور غديرة إلى الاعتداء بالضرب وكسر كاميرا التصوير الخاصة بالقناة أثناء مواكبته للوقفة الاحتجاجية التي نظمها تيار المحبة أمام المسرح البلدي اثر مسيرة انطلقت من جامع الفتح بتونس العاصمة "تنديدا بالأحداث الأخيرة في مصر".
وقد تم الاعتداء بالضرب بالعصي الحاملة للأعلام على الطاقم وكسر كاميرا التصوير التلفزي الخاصة بالتلفزة الوطنية. 
وقد كانت الأمور تصل إلى ما هو أسوأ لولا تضامن الصحافيين المتواجدين وتدخل بعض المنظمين للوقفة ورجال الأمن. وقد تمّ منع الفريق الصحفي من تلفزيون "شبكة تونس الإخبارية" الخاصّة المتكون من الصحفية رابعة الغريبي والمصورة إيمان بن عبد اللّه من تصوير الاعتداء على فريق التلفزة الوطنية وحاول بعض المحتجين إفتكاك آلة تصويره. كما تمّ الاعتداء على الصحفي آدم الدريدي من موقع "تونس الرقمية" بالضرب مثله مثل زميله ناجح بن جدو من جريدة "التونسية" الخاصة الذي أفتك منه أيضا كنش خاص بنشاطه الصحفي ورفعت في وجهيهما شعارات من قبيل "إعلام العار" و"العملاء". 
وقد طال الاعتداء أيضا مراسل إذاعة "جوهرة اف ام" الخاصة ماهر الصّغير والمدونة ريم الثابتي.
وقد إتّهم أغلب ضحايا هذا الاعتداء أنصار من "تيار المحبة" و حزب "حركة النهضة" و"روابط حماية الثورة" بالوقوف وراء ما حصل.

- تعيينات مُسقطة على رأس بعض الإذاعات العموميّة:
أعلنت مؤسسة الإذاعة التونسيّة في وقت متأخرّ من اليوم عن تسميات جديدة على رأس بعض الإذاعات العموميّة.
بعض التعيينات شملت إذاعتي تطاوين وقفصة الجهويتين، بعد أن طالت في وقت سابق إذاعة الكاف. وقد إعتبر أغلب المهتمين بالقطاع الإعلامي هذه التعيينات مسقطة وذات شبهات سياسيّة تهدف إلى تطويع الخطّ التحريري لمؤسسة الإذاعة التونسيّة.

*18/08/2013 :
اعتقال الإعلامي مراد المحرزي:
تم اقتحام بيت المصور الصحفي بقناة "اسطرلاب تي في" الخاصة مراد المحرزي في ساعة متأخرة والقبض عليه من قبل رجال الأمن. وتم تفتيش بيت المصور الصحفي تنفيذا لبرقية تفتيش صادرة عن وكيل الجمهورية على خلفيّة تصويره لحادثة رمي وزير الثقافة ببيضة. وقد تم نقل المحرزي الي مقرّ فرقة مكافحة الإجرام بالقرجاني حيث حجز على ذمة البحث. ورفضت الفرقة طلب الدفاع عرض المحرزي على الفحص الطبّي رغم معاناته من مرض مزمن. 
وقد قررت النيابة العمومية يوم 23 أوت إصدار بطاقة ايداع بسجن المرناقية للمحرزي رفقة السهيلي واحالتهما على الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس لمقاضاتهما بتهم ثقيلة.

*20/08/2013 :
الإعتداء على مراسل صحفي بالحمامات:
تعرّض المنتصر بن ساسي مراسل إذاعة " شمس اف ام" الخاصّة بمدينة الحمامات إلى السب والشتم والتهديد والدفع من قبل إحدى المواطنات خلال تغطيته لوقفة احتجاجية لأنصار جبهة الإنقاذ أمام بلدية الحمامات في إطار سلسلة من المضايقات تسلّها عليه على خلفيّة خلفية نشر موقع راديو "شمس اف ام" فيدو يصوّر أعمال عنف رافقت اغتيال الفقيد شكري بلعيد بالمنطقة تضمن صورا لأبنها الذي سجن بتهم متعلقة بالمخدرات . وقد توعدت المرأة الصحفي بالانتقام منه بعد خروج ابنها من السجن. كما عمدت إلى سبه بألفاظ نابية وجذبه من ملابسه مما أسفر عن تمزق سترته" وقامت بدفعه ومحاولة ضربه. 
وقد تقدم بن ساسي بشكاية لدى وكيل الجمهورية بمحكمة قرمبالية في الاعتداء بالعنف وطلب حمايته من مضايقات المرأة المتكرر ة وإلزامها بعدم التعرض له.

* 21/08/2013 :
- إقتحام مقر "الحوار التونسي":
حاول عنصرين من فرقة مقاومة الإجرام بالقرجاني الزيّ المدني القبض على الطاهر بن حسين صاحب قناة "الحوار التونسي" الجمعياتيّة واصطحابه للتحقيق معه في غياب استدعاء قانوني لذلك. وأكد المدير التقني للقناة محمد الفزاني ان "عنصرين من فرقة مقاومة الإجرام قد إقتحما مقرّ القناة بعد دخول بن حسين إليها بربع ساعة كدليل على خضوع مقرّ القناة للرقابة الدائمة من قبل رجال الأمن" 
وكان بن حسين قد قرر تسليم نفسه لهم بعد جلسة معهم ولكن أكد له المحامي فور التحاقه بالمقرّ "عدم قانونية القبض عليه في غياب الوثائق القانونية واستدعاء رسمي من وكيل الجمهورية للتحقيق". 
وكان الطاهر بن حسين قد تمّ استدعاءه للتحقيق يوم 19 أوت على خلفية الدعوة التي توجها بها للمواطنين "لعدم خلاص فاتورات الماء والكهرباء". وقد تعذر عليه حضور التحقيق بسبب توعك صحيّ واستظهر بشهادة طبيّة ب15 يوما.

- تعنيف حراسة علي العريّض لعدد من الإعلاميين:
تم منع عدد من الصحافيين من وضع مصادحهم على المنصة التي ألقى منها رئيس الحكومة المؤقت علي العريّض كلمته بمناسبة منتدى التونسيين بالخارج الذي إنعقد بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات. فخلال سعي الصحافيين إلى أخذ تصريح من العريّض اثر القاء كلمته عمد الحرس الخاص له والمتكون من 8 اشخاص إلى دفعهم ممّا أدّى إلى سقوط مصور القناة "الوطنية" التونسيّة عادل بن عمار مصحوبا بالكاميرا خاصّته على المدرج وسقط فوقه مجموعة من الصحفيين الاخرين. وقد تجاهل الحرس الخاص لرئيس الحكومة سقوط الصحفيين وواصلوا طريقهم كأن شيئا لم يحدث.
وقد تمّ تعنيف الصحفي بقناة "الزيتونة" الخاصّة نبيل الخزري اثر احتجاجه على الاعتداء على الصحفيين من أحد المشاركين في المنتدى. وتم نعت الصحفيين بـ"اعلام العار" واتهامهم بـ"السعي إلى افساد المنتدى" من قبل بعض المشاركين.
وقد طال الاعتداء أيضا صحفيّة التلفزيون التونسي اماني الطرهوني، ومراسل راديو " شمس أف ام" بالحمامات المنتصر بن صالح بن ساسي، ومراسلة راديو "جوهرة اف ام" روضة العلاقي والصحفي ب"وكالة تونس افريقيا للأنباء" محمد التوكابري والصحفي بتلفزيون "شبكة تونس الإخبارية" أحمد الخويني.

- منع إعلاميين من تغطية لقاء نقابي:
تم منع عدد من الصحافيين من تغطية الإجتماع العام للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والنقابة الأساسية للثقافة والاعلام التابعة لإتحاد الشغل فرع الجنوب الشرقي بتطاوين مع صحفيين "اذاعة تطاوين" حول آليات التنديد بالتعيينات المسقطة صلب المؤسسات الإعلامية. وقد أكد مراسل إذاعة ا"وكسيجين اف ام" بتطاوين أحمد لملوم أن "الصحافيين تلقوا دعوة لتغطية الاجتماع العام المفتوح لكن فور محاولة الصحفيين الدخول لتغطية الاجتماع تم منعهم من التغطية ". واعتبر الكاتب العام لنقابة الثقافة والإعلام التابعة لإتحاد الشغل أن "الصحفيين دخلاء على اجتماع داخلي يهم فقط ابناء اذاعة تطاوين والعاملين فيها". وقد طال المنع أيضا كلّ من الصحفية بقناة "المتوسط" الخاصّة عفاف الودرني ومصور القناة نزار الحرابي ومراسلة اذاعة "صبرة أف ام" نعيمة خليصة . وقد تمّت مهاجمة مصور قناة "المتوسط" نزار حرابي من قبل أحد تقنيي إذاعة تطاوين "متهما المصور الصحفي بالسعي إلى فضح خفايا المؤسسة عبر تصوير الخلاف الذي نشأ بين النقابتين حول حضور الصحفيين عند تدخل كاتب عام نقابة الصحفيين بالجنوب الشرقي لإقناع نقابة الثقافة والاعلام بحضور الصحفيين ". وقد تم فك شريط التسجيل للتثبت من عدم تسجيله للخلاف.
*22/08/2013 :
- تدخّل في التحرير من قبل المدير الجديد لإذاعة تطاوين:
تم التعتيم على وصول فاكس من "جمعية لأجل تطاوين" يساند احتجاج العاملين بإذاعة تطاوين الجهويّة العمومية على تعيين مدير جديد. وأكّد رئيس قسم الأخبار بإذاعة تطاوين العمومية فتحي شروندي أن "رئيس جمعية لأجل تطاوين اتصل في تمام الساعة الواحدة بعد الزوال ليعبر عن احتجاجه عن عدم الإشارة إلى بيان لمساندة المحتجين على تعيين المدير الجديد للإذاعة، وقد تم تمرير تصريحه في الحين".
وأوضح شروندي أنّ "كل البيانات التي توجه الي الإذاعة تمرّ عبر كتابة مديرها" وشدد في هذا الإطار على أنّ "البيان لم يقع تمريره إلى قسمي البرمجة والأخبار". واعتبر الصحافيون العاملون بالإذاعة "عدم تمرير البيان الذي وصل الثلاثاء 20 أوت إلى فاكس المؤسسة الإعلامية في تمام 12 و 17 دقيقة انطلاقة جديدة للتعتيم الإعلامي داخل المؤسسة بعد تعيين المدير الجديد".

- ضغوطات على مراسل جريدة "آخر خبر" ببوحجلة:
تعرض مراسل "جريدة آخر" الأسبوعية المستقلة ببوحجلة ماهر غيضاوي إلى المضايقة من قبل رئيس بلدية بوحجلة ، ذلك أنه "خلال التقاءه بالشخصيّة المذكورة والتي هي في الوقت نفسه عضو المكتب المحلي لحركة النهضة طلب منه التوقف عن مهاجمة حركته في كتاباته واقترح عليه الالتحاق بإحدى الصحف الموالية للنهضة". واثر احتجاج الصحفي على المضايقة التي تعرض لها انتقل رئيس بلدية بوحجلة إلى منزل غيضاوي وهدد والده بسحب رخصة عمله إذا لم يتوقف ابنه عن العمل مع "آخر خبر". وتأتي هذه المضايقات والتهديدات خلفية مقال كان تحت عنوان "متساكنو بو حجلة يحتجون ويطالبون بإعادة فتح مصبّ الفضلات" والذي اتهم فيه مواطنون أحد عناصر "حركة النهضة" بتعطيل إعادة فتح المصبّ.
-اعتداء على المدوّن علي العبيدي:
تمّ الاعتداء بالعنف على الصحفي المتعاون مع موقع "نواة" الجمعياتي علي العبيدي عبر استهدافه بقارورة زجاجية تسببت له في أضرار على مستوى الأذن. فخلال انتقاله إلى منطقة الرقاب للعمل على تقرير لصالح الموقع المذكور خيّر المبيت في منزل احد أصدقاءه لاستهدافه الدائم في مقرّ سكناه بالمنطقة. ولكن أحد المجهولين تسلّل إلى المنزل وتعمد استهدافه بقارورة ثم لاذ بالفرار. مع العلم أنّ العبيدي ممنوع من العمل بالرقاب منذ تلقيه تهديدات صريحة بالقتل في 27 فيفري 2013 على خلفية مقال نشر يومها بموقع "جدل" حول "إسقاط العلم التونسي ورفع علم السلفية بالمنطقة".
*23/08/2013 :
- مضايقة أمنيّة لطاقم من قناة "العهد" العراقيّة:
تمت مضايقة مراسل قناة العهد العراقية رشيد جراي ومصور القناة سفيان مطير من طرف رجلي أمن بالزي النظامي خلال تصويرهما لكلمة الختام لتقرير يعدانه للقناة حول "المشاورات حول مبادرة إتحاد الشغل لحلّ الأزمة السياسيّة في تونس " في شارع محمد الخامس بتونس العاصمة . وقد أكّد جرّاي أنه " اثر انتهاءه من تصوير كلمة الختام لتقريره التلفزي توجه نحوهما أحد رجلي أمن بالزي النظامي وطلب منهما عرض ما كان يصورانه مخافة أن يكونا قد قاما بتصويرهما خلال عملهما بشارع محمد الخامس بالعاصمة". وقد رفض الصحفي والمصور مدّ رجال الأمن بالتسجيلات. وقد طُلب من الطاقم التلفزي مدّهما بترخيص العمل داخل التراب التونسي وببطاقات التعريف الوطنية. وتعمدا رجلا الأمن تعطيل الفريق التلفزي والاحتفاظ بأوراقه لمدّة ساعة بتعلة الإجراءات القانونية التي لا تتجاوز في الوضع الطبيعي الربع ساعة. وقد تسبب هذا التعطيل في تأخر إرسال المادّة التلفزية وتوقيت بثّها.
*26/08/2013 :
- التحقيق مع شهرزاد عكاشة ونبيل الرابحي:
تم إستجواب مدير موقع "انيت براس" الخاص نبيل الرابحي ورئيسة تحريره شهرزاد عكاشة من قبل فرقة مقاومة الاجرام بالقرجاني، بعد أن تلقيا يوم 23 أوت استدعاء لم يتضمن صفة المدعو ولا التهم الموجهة إليها. ويقع تتبع الثنائي على خلفية "تهمة التشهير بثلاث ضباط من الأمن أعطى احدهم تعليمات بتفريق اعتصام الرحيل يوم 8 أوت الماضي". وأكدت عكاشة أنّ الفرقة سعت لمعرفة صاحب الصورة التي نشرها الموقع وتظهر الأمنيين الثلاث غير انّها تمسكت بالحفاظ على مصدر المعلومات الخاصّة بها. وشددت على أنه لا تشهير في الصورة لأنها نقلت وقائع مثبتة صوتا وصورة.
-إعتداء لفظي على عادل النقاطي بالقيروان:
تعرض مراسل جريدة "الصحافة" العمومية بالقيروان الجنوبية عادل النقاطي إلى السبّ والشتم من طرف مسؤول بالمكتب المحلي لحزب"لنداء تونس".فحين مروره بالشارع التقى صدفة بمسؤول في المكتب المحلي ل"نداء تونس" الذي عمد الي سبه وشتمه على خلفية مقال نشره بجريدة "الصباح" يوم 23 أوت الجاري بعنوان "حملة ارحل تفشل في ثاني محاولة لها".وقد نُعت النقاطي بـ"الكذاب" وبـ "تحريف التصريحات" .وكان شقيق المعتدي وهو صاحب "اذاعة خاصّة "بالجهة قد اتصل بالنقاطي للومه على نشرالمقال المذكور.
*30/08/2013 :
- الإعتداء على طاقم لتلفزيون"الحوار التونسي" بتونس العاصمة:
تعرض طاقم من تلفزيون "الحوار التونسي" متكون من الصحفية سعيدة الطرابلسي و لبيب بن فاطمة إلى السب والشتم والتعنيف أثناء تغطيته لتحرّك مطالب ب"عودة الشرعيّة إلى مصر". فما ان لمح أحد المتظاهرين حضور مصوّر "الحوار التونسي" بن فاطمة حتّى سارع لمنعه من مواصلة تغطية الحدث وسرعان ما إلتحق به عدد آخر قاموا بسبّه ودفعه. وقد طال الإعتداء أيضا صحفية القناة سعيدة الطرابلسي التي وقع نعتها بأشنع النعوت بلغة منحطة وسافلة.وقد أمّن أعوان أمن الطاقم الصحفي حتّى إبتعاده عن مكان الحدث دون إتمام تغطيته.
- ضغط أمني على مراسلة "الحوار التونسي" في قفصة:
هددت النقابة الجهوية للأمن بقفصة الصحفية سميرة سوري معدة تقرير حول احتجاجات شعبيّة بمنطقة الدوالي بقفصة وقناة "الحوار التونسي" الجمعياتيّة التي تشتغل فيها بالمقاضاة بتهمة نشر أخبار زائفة ولوحت بمقاطعة القناة.
وأكد رئيس تحرير قناة "الحوار التونسي" معز الباي لوحدة انه "فور بث تقرير بالقناة ينقل احتجاجات منطقة الدوالي بولاية قفصة بمقرّ الشركة الوطنية لإستغلال وتوزيع المياه بالجهة يوم29 أوت الماضي والذي قالت فيه الصحفية أنه تم استعمال الغاز المسيل للدموع ، تلقى قسم الأخبار بيان النقابة". واتهمت النقابة ضمن هذا البيان القناة بالانحياز وتلفيق التهم لرجال الأمن بإستعمال الغاز المسيل للدموع الذي أدى إلى عمليات اختناق في صفوف المواطنين. ونبه الباي إلى "خطورة التهديد الذي تلقته القناة والصحفية العاملة على صياغة التقرير سميرة سوري". وأكّد أن "البيان هو تواصل لهرسلة الصحفيين والتلويح بمقاضاتهم على خلفية تصويرهم للتقارير واداء عملهم الإعلامي في حين تتغاضى نقابة الأمن عن الاعتداءات المتكررة لرجال الأمن على الصحفيين خاصّة بالجهات الداخلية ". ولفت الباهي إلى "استهداف قوات الأمن لصحفيي الحوار التونسي لمجرد انتماءهم للقناة رغم سعي المؤسسة الاعلامية لإرساء خطّ تحرير مستقل ومحايد".
وقد مكّنت "الحوار التونسي" نقابة الامن من حقّ الرّد وقدمت الإيضاحات المتعلقة به وهي عدم تضمن التقرير لإتهام لرجال الأمن بإستعمال الغاز المسيل للدموع .

3/ الصـــــــــحافــــــــــيــــــــون والــــــــــــعدالــــــــــــــــة:
*إخلالات قانونيّة في تتبع الإعلاميين:
- قضية المدوّن فراس الناصفي:
في نطاق دورة تدريبية نظمت بمدينة قابس لفائدة مجموعة من المدوّنين و الصحفيين أصيلي الجهة توجه المدوّن فراس الناصفي بتاريخ 12- 08-2013 إلى منطقة شط السلام بقابس للقيام بأعمال تصوير بواسطة الكاميرا إلا انه تعّرض إلى تهجّم من طرف شخص معروف بالمنطقة هدده بكسر أدوات العمل مدّعيا أن فراس يقوم بتصوير أفراد عائلته ومن ثم قام بتحريض شبان من الحي ضده و تم فسخ الصور التي التقطها من آلة التصوير. 
و تبعا لذلك توجه المدوّن فراس إلى منطقة الشرطة بقابس ليلا لتقديم شكوى في الموضوع , لكن طلب منه التوجه صباح الأربعاء 14-08-2013 لمركز شرطة مدينة قابس لتقديم شكوى في الموضوع وهو ما حصل بالفعل و حرّر محضر في سماعه. و بتاريخ 15-08-.2013 أجريت مكافحة بينه وبين المشتكى به.
و بتاريخ 20-08-2013 توجّه المدوّن المذكور إلى المحكمة الابتدائية بقابس فتم إعلامه من قبل الكتابة أن الملف أحيل على النيابة العمومية و انه متّهم الآمر الذي فاجأه .
و حسب تأكيدات المدوّن الناصفي فان الشخص المشتكى به ادّعى انه قام بتصوير أفراد عائلته و شهّر به في مواقع التواصل الاجتماعي و أن تلك الادّعاءات حسب رأيه قدّمت كتبريرات واهية لعملية الاعتداء و المنع من التصوير .
و تمثل هذه القضية نموذجا أخر لحالات الانتهاكات المسلطة على الإعلاميين و التي ينقلب فيها مركزهم القانوني من معتدى عليهم إلى متهمين بالاعتداء . و طبق الفصل 12 من المرسوم 115 فانه "لا يجوز أن يكون الرأي الذي يصدر عن الصحفي أو المعلومات التي ينشرها سببا للمساس بكرامته آو للاعتداء على حرمته الجسدية آو المعنوية " و ينص الفصل 13 من نفس المرسوم انه" لا تجوز مساءلة أي صحفي على رأي أو أفكار أو معلومات ينشرها طبقا لأعراف و أخلاقيات المهنة كما لا تجوز مساءلته بسبب عمله إلا إذا ثبت إخلاله بالإحكام الواردة بهذا المرسوم
ويعتقد مركز تونس لحرية الصحافة انه كان من المفروض أن يحال المعتدي طبق الفصل 14 من المرسوم الذي ينص على عقاب كل شخص أهان صحفيا أو تعدّى عليه بالقول آو الإشارة أو الفعل آو التهديد حال مباشرته لعمله بعقوبة الاعتداء على شبه موظف عمومي المقررة بالفصل 123 من المجلة الجزائية. 
و بمراجعة محكمة قابس في المدّة الأخيرة تم إعلام الناصفي من طرف الكتابة أن الملف أحيل من جديد على الباحث الابتدائي من اجل إعادة سماع الأقوال.

- قضية الصحفية شهرزاد عكاشة:
تلقت رئيسة التحريربالموقع الالكتروني "تانيت براس" شهرزاد عكاشة استدعاء لإجراء بحث امني لدى الفرقة الوطنية لمقاومة الاجرام بالقرجاني و ذلك اثر صدور مجموعة من المقالات بالموقع المذكور. وبتاريخ 26-08- 2013 تم سماع الصحفية المذكورة صحبة مدير الموقع السيد نبيل الرابحي , مع العلم أن الاستدعاء الموجه إليهما لم يتضمن أي إشارة لموضوعه و من المتوقع أن يتم استدعاء مصوّر صحفي لاستنطاقه في الموضوع .
و تمحور الاستنطاق حول شكوى جزائية تقدم بها ثلاث ضباط شرطة لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس موضوعها مزاعم تشهير على خلفية صورة يظهر فيها الضباط الشاكون مصاحبة لمقال نشر بالوقع المذكور بتاريخ 08-08-2013. و يتعلق موضوع المقال بمحاولة فض اعتصام الرحيل بباردو من قبل قوات الامن . و قد سئلت الصحفية حول هوية المصوّر الذي التقط تلك الصورة إلا أنها أجابت بأنها تمتنع عن الإدلاء بأي توضيحات حول مصادر معلوماتها أو هوية المصوّر , وهو الأمر الذي يحميه القانون المنظم للعمل الصحفي .

و يعتبر موقف الصّحفية شهرزاد عكاشة متطابقا مع الفصل 11 من المرسوم 115 الذي ينص على ما يلي " تكون مصادر الصّحفي عند قيامه بمهامه و مصادر كل الأشخاص الذين يساهمون في إعداد المادة الإعلامية محمية. و لا يمكن الاعتداء على سرية هذه المصادر سواء بصفة مباشرة آو غير مباشرة إلا إذا كان ذلك مبرّرا بدافع ملحّ من دوافع امن الدولة أو الدفاع الوطني و خاضعا لرقابة القضاء. و يعتبر اعتداء على سرية المصادر جميع التحريات و أعمال البحث و التفتيش و التنصّت على المراسلات آو على الاتصالات التي قد تتولاها السلطة العامة تجاه الصّحفي للكشف عن مصادره أو تجاه جميع الأشخاص التي تربطهم به علاقة خاصة ..."
- قضية المصوّر الصحفي مراد المحرزي:
بتاريخ 18-08-2013 وفي ساعة متأخرة من الليل تم إيقاف المصوّر الصّحفي بقناة "اسطرلاب تي في" الخاصّة , مراد المحرزي من قبل رجال امن، و ذلك على خلفية اتّهامه في قضيّة الاعتداء ببيضة على وزير الثقافة السيد المهدي مبروك من قبل المخرج السينمائي نصر الدين السهيلي بدار الثقافة ابن خلدون بتاريخ 16-08-2013 بمناسبة إحياء أربعينية الفقيد الممثل عزوز الشناوي .
و بتاريخ 23-08-2013 أصدرت النيابة العمومية بتونس بطاقتي إيداع بالسجن ضد المصوّر المحرزي رفقة نصر الدين السّهيلي وأحالتهما على المجلس الجناحي بتونس ووجهت للمصوّر تهم " المؤامرة الواقعة للتعدّي على موظف عمومي بالعنف المصحوب بعمل استعدادي و السكر الواضح و إحداث الهرج و التشويش و الإساءة إلى الغير عبر الشبكة العمومية للاتصالات و ذلك طبق الفصول 120 من المجلة الجزائية الذي ينصّ على أن " المؤامرة الواقعة للتعدي على الموظفين بالعنف يعاقب مرتكبها بالسجن مدة ثلاثة أعوام إن لم يصحبها أدنى عمل استعدادي و إذا صحبها أي عمل استعدادي فالعقاب يكون بالسجن مدة خمسة أعوام"، وطبق الفصل 317 من المجلة الجزائيّة الذي ينصّ على العقاب بالسجن مدة خمسة عشر يوم و بخطية قدرها 4800 مليم " لكل من وجد بحالة سكر واضح بالطريق العام آو بجميع ألاماكن العامة الأخرى "، وطبق الفصل 86 من مجلة الاّتصالات الذي ينص على انه " يعاقب بالسجن لمدة تتراوح بين سنة واحدة وسنتين و بخطية من مائة إلى ألف دينار كل من يتعمّد الإساءة إلى الغير أو إزعاج راحتهم عبر الشبكات العمومية للاتصالات ".
و طبق نصوص الإحالة المذكورة فإن النيابة العمومية استخلصت أن المصوّر الصحفي مراد المحرزي تآمر مع المخرج نصر الدين السّهيلي من اجل تدبير الاعتداء على وزير الثقافة و الحال أنّ المصوّر المذكور كان يقوم بعمله الصّحفي الاعتيادي و صوّر حادثة الاعتداء كما قد يكون صوّرها صحافيون آخرون حاضرون بالمكان و لم تكن له أي غاية للنيل من الوزير آو التشهير به أو تعمّد الإساءة إليه عبر الشبكة العمومية للاتصالات. 
و يعتقد مركز تونس لحريّة الصّحافة أن اعتقال المصوّر المحرزي و توجيه الاتّهام إليه كان بسبب نشره لوقائع الحادث على قناة " اسطرلاب تي في" التي يعمل بها بدليل انه تمّ حجز آلة التصوير و أدوات الاتّصال التي كانت بحوزته و إحالتها على إدارة المخابر الجنائية و العلمية لإجراء الاختبارات عليه و تفحص محتواها . كما يعتقد المركز أن نشر فيديو إلقاء بيضة على وزير الثقافة على القناة التلفزية لا يرقى إلى مرتبة الفعل المجرّم و لا يمكن أن يعتبر إساءة إلى الغير أو إزعاجا لراحتهم و ذلك استنادا إلى الفصل 13 من المرسوم 115 الذي يمنع مساءلة أي صحفي على رأي آو أفكار أو معلومات ينشرها طبقا لأعراف و أخلاقيات المهنة كما يمنع مساءلته بسبب عمله إلا إذا ثبت إخلاله بالأحكام الواردة بالمرسوم.
و يمثل حجز الشرطة لكاميرا المصوّر و لحاسوبه و لهاتفه الجوّال مخالفة صريحة للفقرة الثانية من الفصل 11 للمرسوم 115 .

إن إحالة المصوّر المذكور أعلاه طبق جريمة تصل عقوبتها القصوى بالسجن إلى خمسة سنوات كاملة يمثل رسالة بالغة الخطورة و تهديدا مباشرا للحرّيات الإعلامية و للحق في الخبر. ومن الناحية القانونية فان وقائع الاعتداء على الوزير كانت واضحة ولا يمكن البتة تصوّر وجود مؤامرة مدبّرة مسبقا لإيقاعها. ولا يمكن لفصل الإحالة أن ينطبق على الوقائع المشار أليها، لأنّ المؤامرة تفترض مشاركة المصوّر المعتقل في التخطيط لعملية الاعتداء في حد ذاتها وتنفيذها وهو الأمر الذي لم يثبت ضدّه. ويمكن التأكيد أنّ إحالة مراد المحرزي على القضاء ليس لها أي سند قانوني أو واقعي وهي قضيّة رأي بامتياز .
*تـــــــوصـــــــــيــــــــــات قــــــــــانــــــــــونــــــــيّـــــــة:
- الكف عن توريط الصّحافيين في قضايا جزائية كوسيلة للابتزاز و للضغط عليهم حتى لا يقوموا بعملهم، و في حالات أخرى من باب الانتقام.
- التوقف عن توجيه الاتهام للصّحفيين الذين يتقدمون بشكاوى و تغيير مراكزهم القانونية من متضّررين إلى متّهمين و ذلك كوسيلة للضغط عليهم. 
- التوقف عن النبش في سرية مصادر الصّحفيين بواسطة أعمال البحث و التفتيش و الحجز.
- عدم اللجوء إلى حجز أدوات العمل الصحفي و كأنها أدوات جريمة مثلما حصل في قضية المصور الصحفي مراد المحرزي .
- عدم الأخذ بعين الاعتبار صفة الشاكي في القضايا المرفوعة ضد الصّحافيين و الكفّ عن اعتبار تلك الصّفة ظرفا من ظروف التشديد سواء على مستوى تهم الإحالة أو الأحكام التي يمكن أن تصدر فيها .
- الكفّ عن اعتبار ما ينشره الصّحفيون في نطاق عملهم إساءة للغير آو مساسا من كرامتهم و ذلك من دون أي مبرّر عدا إرادة ضرب حريّة الإعلام .
- الكف عن تلفيق التّهم الأخلاقية ضد الصحفيين كأسلوب لتشويههم و إضعاف مصداقيّتهم لدى الرأي العام.
- ضرورة احترام حصانة المقرات الإعلامية و عدم التذرع بأي ذريعة لاقتحامها أو محاصرتها أو مراقبتها .
- التقيّد بقواعد الإجراءات الجزائية عند توجيه استدعاءات البحث للصحفيين و ذلك بالتنصيص على صفة المستدعى إن كان شاكيا أو مشتكي به كضرورة التنصيص على موضوع الاستدعاء ضمانا للحق في إعداد وسائل الدفاع القانوني و الاتصال بمحام.

04/ الـــــــــتـــــــــــوصـــــــــــيــــــــــــــات:
إنّ مركز تونس وبعد داسته لمجمل الاعتداءات على الإعلاميين الواقعة خلال شهر أوت يهمّه أن يدعو:
- إلى إطلاق سراح المصوّر الصحفي مراد المحرزي حالّا، وفتح تحقيق في ملابسات إقحامه في جرم خطير لا يتحمّل وزره
- إلى سحب التعيينات الأخيرة على رأس بعض الإذاعات العموميّة وتشريك هيئة السمعي البصري في معالجة هذا الملف


- يدعو الأحزاب السياسية وفي مقدمتها أحزاب الحكم إلى توعية أنصارها بضرورة تحييد الإعلاميين عن الصراعات السياسية السائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق